طهران : عبير صلاح خاص لشبكة الطليعة
عرف الوسط الفني الإيراني فيما بعد الثورة الإسلامية نوع من الأفلام الوثائقية عرف فيما بعد بـ “وثائقيات الأزمات”، وقد ارتبط هذا النوع من الوثائقيات بالثورة الإسلامية في إيران وما اتبعها من ثقافة المقاومة التي رسختها هذه الثورة الإسلامية في نفوس الشعب الإيراني عامة والفنانين خاصة.
يتحدث المخرج الإيراني “محسن إسلام زادة” عن نشأة هذا النوع من الأفلام الوثائقية ويقول: بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران، قام تيار من الفنانين الإيرانيين بزيارة مناطق مختلفة من الدولة لصناعة أفلام وثائقية عن المشكلات التي قد عانت منها إيران في عهد الشاه وكذلك عن نفوذ الثورة في تلك المناطق. بعد حدوث الثورة بعامين واعتداء صدام حسين على إيران، اتجه الكثير من صناع الأفلام الوثائقية إلى مناطق الحرب لتسجيل أحداث دفاع الشعب الإيراني عن نفسه. بعد انتهاء الحرب، قرر مجموعة من هؤلاء الفنانيين الاستمرار في مسيرتهم الفنية وتسجيل الأحداث التي تقع في المناطق المختلفة من العالم من وجهة نظر إسلامية ثورية، وذلك لكسر احتكار الغرب لرواية كافة الأحداث التي تقع في العالم، وقد تحول هذا النوع من الأفلام الوثائقية بمرور الوقت إلى لون خاص عرف بين صناع الأفلام الوثائقية الإيرانيين بـ “وثائقيات الأزمات”.
وفي سؤال عما إذا كان هناك من يهتم بهذا النوع من الأفلام الوثائقية في العالم، أجاب المخرج “إسلام زادة” وقال: بالطبع هناك الكثيرون ممن يهتمون بهذا النوع من الأفلام الوثائقية في كل مكان في العالم، فالإنسان بطبيعته يبحث عن الحقيقة. هذه الحقيقة التي تسعى الإمبريالية العالمية إلى طمسها والانحراف بها من خلال سيطرتها الإعلامية. إن أعظم رسالة لصانع الفيلم الوثائقي المسلم هي الرواية الصحيحة للحدث وتأصيله.
يذكر أن المخرج الإيراني “محسن إسلام زادة” قد سافر في اطار عمله كمخرج للأفلام الوثائقية إلى العديد من الدول منها باكستان، أفغانستان، فنزويلا، ليبيا وسوريا، ومن أهم أعماله الفيلم الوثائقي “أسرار سجن أبو سليم” والفيلم الوثائقي”رحلة إلى بلاد البشتون”.
المصدر: شبكة الطليعة